اثنتا عشرة حيلةً للضّغط

اثنتا عشرة حيلةً للضّغط.. انتبه لها

يمارس علينا البعض حيلًا و أساليب لإجبارنا على سلوك مُعيَّن، أو تبنّي فكر مُعيَّن، أو التوقف عن تصرُّف لا يروق لهم، و بعضهم يمارسها بوعي، و أحيانًا دون وعي

و المشكلة تكمن في عدم يقظتنا لتلك الأساليب؛ و من ثم يتمّ التّحايل علينا بطريقة نراها مشروعة، و عدم الانتباه لتلك الحيل ينقلنا من مربّع الاستقلالية لمربّع التبعيَّة و الاستغلال، كما أنها تجعلنا ألعوبةً في يد الآخرين نفعل ما يشتهون، سأسرد عليك جملةً من الحيل مع شرح مختصر

حيلة الشّهرة

 كثيرًا ما يقدِّم المشاهير دعايةً لمنتج أو مطعم أو بلد، و المشكلة أنَّ الشُّهرة هنا وضعت معيارًا لمناسبة و جودة الأشياء؛ و الحقيقة أنَّ ثناء مشهور على شيء لا يعني أفضليته بالضرورة!، و الطامَّة أنّ بعض المشاهير لا منطق و لا عمق و لا ورع و لا حتى ذوق، و يعلنون عن أيِّ أمر مهما كانت درجة كفاءته أو جودته، المهمُّ المال، و الكارثة ما تراه من الاندفاع الشديد من قبل العامّة على هذا المنتج؛ لذا أنصحك بعدم الاستجابة إلا لما تقرِّر أنت في داخلك أنه مناسب، لا لكون فلان أو علان قد أعلن عنه

حيلة الكثرة

كثيرًا ما نسمع عبارة: أنَّ الإقبال على هذا العطر كبير، أو أن الناس يحبون هذا الطبق، و بعض الباعة ربما كان قد دلس في الأمر، أو ربما كان يدرك أثر كلمة: «الطلب كبير على هذا المنتج»؛ حتّى لو كان هذا صحيحًا، ألست تملك ذوقًا و رأيًا خاصًّا فيك؟، لماذا تتنازل عن رأيك، و تعير عقلك لغيرك؟

حيلة الذَّنب

كأن يقول لك أحد ما: «أستغرب أنّك تفعل كذا!»، كما حدث لأحد الفضلاء عندما فاز ناد رياضيٌّ يحبه فعبر عن سعادته بأدب، فأتاه أحدهم منكرًا و قال له: كيف لأحد في مكانتك أن يفعل أمراً كهذا؟ و المضحك في الموضوع أنَّ سبب الاعتراض هو كونه لا يحب هذا النادي؛ أو أن يقول لك أحدهم عن تصرُّف عارض لم توفَّق فيه: أين ضميرك؟

و القضية و ما فيها هو إشعارك بالذَّنب بتضخيم الأمور؛ و ذلك إمّا للتقليل من شأنك، أو لفعل ما يحبُّون

حيلة الوقت

كان يقول لك أحدهم: اليوم هذا آخر فرصة لهذا السِّعر، أو يطلب منك أحدهم أن تتَّخذ قرارًا معيَّنًا في لحظة ما متذرِّعًا بضيق الوقت، و صدِّقني أنّ الأمر لا يعدو كونه وسيلة ضغط لا أكثر، و كم من شخص ندم ندمًا شديدًا على سرعة اتّخاذ القرار، دائمًا قل لكلِّ من يحاول أن يمارس عليك تلك الحيلة: سأتأمَّل، و الخير فيما اختاره الله

حيلة النُّدرة

  كثيرًا ما يحاول الباعة الضَّغط علينا بجملة: آخر قطعة، أو لم يصنَّع من هذه الحقيبة إلا عدد محدود؛ و تلك حيلة قديمة حديثة، قانون النُّدرة يفيد أنّ الإنسان عندما يشعر أنَّ شيئًا ما متوافر بكمِّيَّة قليلة، و عمَّا قريب سيصبح نادرًا أو مستحيل الحصول عليه، يقتنع بضرورة اقتنائه، لأنه يعتقد أنه إن لم يفعل ذلك في الحال فسيقوم آخرون باستنفاده

أنت أيضًا بإمكانك أن تصبح نادرًا و تجعل الناس يقتنعون بأهمِّيَّتك، فقط اكتسب مهارات، قيمًا، أخلاقًا، و عادات جديدةً، أو تعلّم أشياء لا يتوفَّر عليها من حولك

حيلة الهديَّة

أحيانًا تصير مدينًا لشخص ما أو جهة معيَّنة بجميل أسدي إليك، و عندما يطلب منك ذلك الشخص تقديم خدمة معيَّنة تجد من الصّعب مواجهته بالرَّفض، عكس أيِّ شخص آخر لم يقدِّم لك أيَّ معروفٍ

حيلة المقارنة

ذات يوم ركبت مع سائق خاص، و حدثني قائلًا: ركب معي فلان و أعطاني إكراميَّةً مبلغ كذا -مبلغ كبير جدًّا- يريد الضغط عليَّ؛ و بعض النِّساء تمارسن هذا الأسلوب مع أزواجهن، كأن تقول إحداهن لزوجها مثلاً: «زوج أختي فعل كذا»، أو «زوج صديقتي أهداها كذا»؛ لا تضعف أمام هذا الأسلوب، فكلٌّ له ظروفه، و ربّما كانت المعلومة أساسًا غير دقيقة

حيلة الحبِّ

كأن يأتي زوج لزوجته ويقول لها: «لو كنت تحبِّينني لفعلت كذا»، و»الذي يحبُّ لا يفعل هذا»، و بعضهم يجيد وسيلة الابتزاز العاطفيِّ، و الحبُّ ليس مجالًا للمساومة، و لا مضمارًا لتحقيق الرّغبات الخاصَّة، لا تخضع بسهولة!، فالحبُّ المشروط ليس حبًّا

حيلة الكبرياء

حيث دغدغة الكبرياء و إبرازها في المشهد، كأن يقول أحدهم: «مثلك قادر على فعل هذا الأمر»، أو يقول أحدهم لرجل وجيه: «شخص بمكانتك لا يتردَّد عن فعل هذا»، أو يقول: «وجاهتك و مكانتك لهما قدر عن فلان

حيلة التخويف

كأن يقول أحدهم لشخص يريد منه أن يتوقّف عن فعل لا يعجبه: «احتمال تخسرني»، أو «احتمال تخسر كلّ شيء»، أو جملة «الوضع القائم لن يدوم»، و غيرها من جمل التّهديد و التّخويف

حيلة اطلب أكثر

حيث المبالغة في الطّلب، كأن يطلب أحدهم أجرًا كبيرًا مقابل خدمة، أو يطلب وقتًا طويلًا أطول من المعتاد لإنجاز أمر، أو أنّك تعرض مبلغًا متدنِّيًا جدًّا لشراء شيء، لا تجعلهم يمرِّرون تلك الحيلة، و عليك بالواقعيَّة في قياس الأمور و عدم الانجراف مع تلك الحيلة

حيلة الخدمة

لاحظ ما يفعله عامل الفندق عندما يرافقك لغرفتك، قد تجده يقوم بمهام سهل القيام بها، كفتح الستائر، و إضاءة الأنوار، و تشغيل التلفاز، فالبعض يقدّم خدمات سهلة لك ليظهر أنه صاحب معروف عليك بغرض إحراجك؛ لذا كن يقظاً و اشكره بهدوء مبينًا له قدرتك على فعل تلك المهام بنفسك

للعودة إلى قائمة اقتباسات