أخبرتني إحدى الأخوات بقصة واقعية حدثت معها، تقول : كنا في المرحلة الثانوية، و كنا في أوقات الاستراحة نجتمع ببعض الصديقات، و نضع فطورنا معاً، دون أن تعرف إحدانا ماذا جلبت الأخرى، و كانت هناك طالبة مسكينة لم تجلب معها شيئاً، فأقنعتها بالجلوس معنا، لأنه لا يدري أحد من جلب الطعام
و استمر الحال فترة طويلة، إلى أن اقترب وقت تخرجنا من الثانوية .. حيث توفى والدها و تغير حال الطالبة المسكينة، فأصبحت في وضع أفضل من ذي قبل .. شياكة، و فلوس، و بهرجة
قالت : فجلست معها، و قلت لها: مابك ؟! ماذا جرى لك؟ فأمسكت بيدي و بكت، و قالت: والله كنا ننام بلا عشاء، و أنتظر ذهابي إلى المدرسة لكي أتناول الطعام معكم، و كانت أمي تخبيء خبز العشاء لفطور الصباح لإخواني، و أخرج متعمدة مبكراً لكي أوفر لهم زيادة أكل
و الآن بعد ما مات أبي الكل يعطينا؛ كوننا أيتام، تمنيت أبي يشبع قبل ما يموت، قالتها بحرقة، و الدموع ممزوجة بأحرف كلماتها، يعني ما عرفوا أننا محتاجين إلا بموت أبي ؟!! بكت بحرقة .. و مازلت أحس بحرارة دموعها و حرقتها إلى الآن
هل هو واقع مؤلم ؟ مت ثم عيالك يرتاحوا؟ فلتعش يا أبي، و لنعش شظف العيش معاً؛ فوجودك بالدنيا كلها لا يسوى شيئاً
*رسالة إلى الجميع*
تفقدوا تلك الأسر العفيفة، فإن في دهاليز حياتهم ألم لا يسمع أنينه إلا الله
ومضة
لا تترك محتاجاً و انت غارق في النعم فحتماً ستحتاج لمن ينقذك