مسجد في تركيا يعود تاريخه إلى الدولة العثمانية، يحمل اسمًا غريبًا و هو: كأني أكلت! فما قصة هذا المسجد؟ و ما السر وراء تسميته العجيبة؟
كان يعيش في منطقة “الفاتح” شخصٌ ورع اسمه “خير الدين كججي أفندي”، و كان عندما يمشي في السوق و تتوق نفسه لشراء فاكهة، أو لحم، أو حلوى، يقول في نفسه: “صانْكَي يَدِمْ”، و هي بالتركيَّة تعني: “كَأَنِّي أَكَلْتُ” ثم يحفظ ثمن ذلك الطعام في صندوقٍ له
و بعد مرور عدَّة سنوات من توفير معظم دخله و يكتفي بما يسد جوعه فقط، ازدادت النقود في صندوقه شيئًا فشيئًا، حتى استطاع بهذا المبلغ الذى وفَّره في بناء مسجدٍ صغيرٍ في بلدته، و لمـَّا كان أهل البلدة يعرفون قصَّته، و كيف استطاع أن يبني هذا المسجد أطلقوا على الجامع اسم (جامع صانكي يدم ) أي ” كأني أكلت “ و يعود تاريخ إنشاء الجامع إلى القرن الثامن عشر في عهد الدولة العثمانية، و هو جامعٌ صغيرٌ
و تحديدًا في منطقة فاتح، اكتسب شهرته من اسمه الغريب
و كان الجامع، و الذي يتّسع لـ 200 مصلٍّ قد تعرض لأضرار كبيرة إبان الحرب العالمية الأولى، و بعد الحرب بعشرين عاماً دُمّر بفعل حريق نشب فيه، و في عام 1959م تم إصلاحه بتبرعات من السكان
و يحمل المسجد حكمة و فلسفة؛ حيث يقول «عبد الصمد آيدن» نائب مفتي منطقة الفاتح
في إسطنبول: «إنَّ الحكمة من مسجد “كأنني أكلت” هو الحثُّ على التوفير الممكن و عدم التبذير و الاقتراض
و الاقتصاد قدر المستطاع بكلِّ المواد، خاصَّةً أنَّنا نعيش في مجتمعاتٍ استهلاكيَّةٍ كبيرة، و هذا المسجد يُمثِّل درسًا ممتازًا لكلِّ إنسان، الرجل في إدارة أعماله و المرأة في منزلها و حتى الشباب و الأطفال