قاعدة الخمس ثواني

للكاتبة: ميل روبنز

إليك هذه المشاهد الثلاثة

المشهد الأول: تجلس في لقاء عمل،لديكِ إضافة مهمة تريد الإدلاء بها، ولكن تشعر بالرهبة وينتهي الاجتماع قبل أن تتحدث

المشهد الثاني: يرن المنبّه لصلاة الفجر، تسمعه، وتتمنى فعلًا لو تكون مبكرا وتقوم من الفراش حالًا. ولكن رغم ذلك فإنك في تلك اللحظة تضغط زر الغفوة وتعود للنوم

المشهد الثالث: تحلم دائمًا بالبدء بمشروعك الخاص، كل عام تخطط لذلك، وحتى حين تجد أوقات فراغ وتعرف أنك قادر حقًا على إنشاء هذا المشروع وإرضاء شغفك وجعله مصدر رزقك، إلا أنك تؤجل دائمًا. ولو سألتك لماذا فستقول “لا أعرف ما الذي يمنعني” وستكون صادقا

هل تعرف ما الذي يجمع هذه المشاهد الثلاثة؟*

 

في جميع هذه المشاهد كانت الرغبة حقيقية و موجودة، و لكن المشاعر غلبت” فحرمتنا القيام بالشيء

 

مشاعر الخوف و الرهبة، مشاعر الرغبة في الكسل و الاستكانة، مشاعر الراحة الموجودة في منطقة الراحة، منطقة من لا يتقدمون

 

و الحقيقة هي أننا لو انتظرنا لتأتي المشاعر “المناسبة” لهذه الأعمال (الجرأة لنتكلم في الاجتماع، القوة لنقوم من الفراش، الاستعداد النفسي لبدء المشروع) لما قمنا بهذه الأعمال أبدًا

 

و إنما الحقيقة هي أن هذه المشاعر تأتي بعد القيام بالشيء، بسببه يعني، و ليس نتيجة عنه؛

 

لأنك تحدثت في الاجتماع ستشعر بالجرأة

لأنك استيقظت مبكرًا ستشعر بالقوة

لأنك بدأتِ بالمشروع ستشعر بتيسير الأمور و جاهزيتها

 

تشرح ميل روبنز (Mel Robbins) كيف أن المشاعر هي في الحقيقة ما يوقفنا عن القيام بأمور نريدها جدًا و نعرف أنها هي الخيار الصحيح و أنها هي ما يجب أن نقوم به الآن. و تقدّم حلًا سحريًا لهذه المشكلة أسمته قاعدة الـ5 ثوان (و ألفت كتابًا يحمل نفس الاسم.)

 

و تروي في كتابها و في لقاءاتها المختلفة كيف أنها غيرت حياتها عن طريق “أبسط فكرة في التاريخ” و هي اتخاذ القرار الصائب في 5 ثوانٍ فقط، و ذلك عن طريق العد التنازلي فور بدء التفكير بالقرار دون السماح للمشاعر بأن تتدخل 

 

خمسة، أربعة، ثلاثة، اثنان، واحد >> نفذ فورًا

 

خمسة، أربعة، ثلاثة، اثنان، واحد >> تحدث في الاجتماع

خمسة، أربعة، ثلاثة، اثنان، واحد >> قم من الفراش

خمسة، أربعة، ثلاثة، اثنان، واحد >> ابدأ بالخطوة الأولى من مشروعك

 

جربت هذه الطريقة في عدة أمور و قد كانت طريقة فعالة جدًا جدًا .. تجعلني في كل مرة أتخذ فيها القرار أتعجب من القدرة الرائعة الموجودة لدينا على اتخاذ القرارات في حين نؤجلها. و فقط عن طريق “إهمال المشاعر و اتخاذ القرار في 5 ثوان”

 

(أبرز الأمور التي نفعتني هذه القاعدة بها هي الصلاة على وقتها، فإذا سمعت الأذان، عددت للخمسة و قفزت من مكاني إلى الوضوء!)

 

 حين ترغبون فعلًا بالقيام بشيء و لكن ليس لديكِ الهمة للقيام به فقط عدّ لل5 ثم قم به مهما كانت مشاعرك، و اتركُ لك الدهشة التي ستصيبك حينها 

 

“الحياة الناجحة عبارة عن سلسلة قرارات ذات ال5 ثوانٍ” 

 

 ميل روبنز

كونوا بخير دائما و الحياة جميلة 

للعودة إلى قائمة اقتباسات