ﺍلإﻣﺎﻡ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨﺎ في ﺣﻘﺒﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﺘﺤﻖ ﻃﺎﻟﺐ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻓﻲ ﺇﺣﺪﻯ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﺼﺮ، ﻭ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻴﺼﻠﻲ ﻓﻴﻪ، ﻓﺄﺧﺒﺮﻭﻩ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻓﻴﻪ ﻏﻴﺮ ﻏﺮﻓﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ، ﺫﻫﺐ هذا ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭ ﻫﻮ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ ﻭ ﺍﻷﺳﺘﻐﺮﺍﺏ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭﺗﺴﺎﺀﻝ قائلاً: “ﺗﺮﻯ، ﻫﻞ ﻫﻢ ﻳﺼﻠﻮﻥ ﺃﻡ ﻻ ؟ ﺍﻟﻤﻬﻢ، ﺩﺧﻞ الطالب إلى تلك ﺍﻟﻐﺮﻓﺔ التي ﻛﺎﻧﺖ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻏﺮﻓﺔ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﺿﻴﻘﺔ، ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻭ ﻻ ﻧﻈﻴﻔﺔ، ﻓﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺼﻴﺮة ﻗﺪﻳمة، ﻭ ﻭﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﺎﻣﻼً ﻳﺼﻠﻲ لوﺣﺪﻩ، ﻓﺴﺄﻟﻪ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ: ﻫﻞ ﺗﺼﻠﻲ ﻫﻨﺎ ؟ ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ : ﺃﻳﻮﻩ، ﻣﺤﺪﺵ ﺑﻴﺼﻠﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ اﻟﻠﻲ ﻓﻮﻕ، ﻭ ﻣﺎﻓﻴﺶ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻏﻴﺮ الأوضة دي، ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﻜﻞ ﺍﻋﺘﺮﺍﺽ: ” ﺃﻣﺎ ﺃﻧﺎ ﻓﻼ ﺃﺻﻠﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺭﺽ،” ﻭ ﺧﺮﺝ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﻮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﻋﻠﻰ، ثم ﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﺿﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻭ ﻋﻤﻞ شيئاً ﻏﺮﻳباً ﺟﺪﺍً لقد ﻭﻗﻒ الطالب ﻭ ﺃﺫﻥ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ، ﺗﻔﺎﺟﺄ ﺍﻟﻄﻼﺏ بما ﺣﺪﺙ، ﻭ ﺃﺧﺬﻭﺍ ﻳﻀﺤﻜﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻭ ﻳﺸﻴﺮﻭﻥ ﺇﻟﻴﻪ ﺑﺄﻳﺪﻳﻬﻢ، ﻭ بدؤوا ﻳﺘﻬﻤﻮﻧﻪ ﺑﺎﻟﺪﺭﻭﺷﺔ ﻭ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ، ﻏﻴﺮ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺒﺎﻝ ﺑﻬﻢ، ﺟﻠﺲ ﻗﻠﻴﻼ ﺛﻢ ﻧﻬﺾ ﻭ ﺃﻗﺎﻡ ﺍﻟﺼﻼﺓ، ﻭ ﺑﺪﺃ ﻳﺼﻠﻲ ﻭ ﻛﺄﻧﻪ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﺣﺪ ﺣﻮﻟﻪ، صلى ﻟﻮﺣﺪﻩ ﻳﻮماً، ثم ﻳﻮﻣﻴﻦ، و استمر الطلاب ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻦ الضحك، و ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭ ﻛﺄﻧﻬﻢ ﺍﻋﺘﺎﺩﻭﺍ ﻫﺬﺍ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ؛ ﻓﻠﻢ ﻳﻌﺪ ﻳﺴﻤﻊ ﺻﻮﺕ ﺿﺤﻜﺎﺗﻬﻢ ﻭ تنمرهم عليه، ﺛﻢ ﺣﺼﻞ بعد ذلك ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺻﻐﻴﺮ، ﺇﺫ ﺧﺮﺝ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺒﻮ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻣﻌﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ، ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺃﺭﺑﻌﺔ، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﺻﻠﻰ ﻣﻌﻬﻢ ﺃﺣﺪ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﺍﻧﺘﺸﺮ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ، ﻭ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻋﻨﻪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ، ﺣﻴﻨﻬﺎ ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﻋﻤﻴﺪ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: ” ﻻﻳﺠﻮﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺤﺼﻞ، ﺃﻧﺘﻢ ﺗﺼﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﻭﺳﻂ ﺍﻟﻜﻠﻴﺔ، ﻭ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﺳﻨﺒﻨﻲ ﻟﻜﻢ نحن ﻣﺴﺠﺪاً ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻏﺮﻓﺔ ﻧﻈﻴﻔﺔ ﻣﺮﺗﺒﺔ ﻳﺼﻠﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﻳﺸﺎﺀ ﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﺍﻟﺼﻼة، ﻭ ﻫﻜﺬﺍ ﺑﻨﻲ ﺃﻭﻝ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻛﻠﻴﺔ ﺟﺎﻣﻌﻴﺔ، ﻭ ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻒ ﺍﻷﻣﺮ ﻋﻨﺪ ﺫﻟﻚ، ﺇﺫ ﺃﻥ ﻃﻼﺏ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﻜﻠﻴﺎﺕ ﺃﺣﺴﻮﺍ ﺑﺎﻟﻐﻴﺮﺓ ﻭ ﻗﺎﻟﻮﺍ: “ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺰﺭﺍﻋﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺴﺠﺪ؟”، ﻓﺒﻨﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻛﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ، ﻭ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺨﺺ ﻳﺄﺧﺬ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺣﺴﻨﺎﺕ ﻭ ﺛﻮﺍﺏ ﻛﻞ ﻣﺴﺠﺪ بني ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺎﺕ ﻣﺼﺮ ﻭ ﻳﺬﻛﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﺳﻢ ﺍﻟﻠﻪ، ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻫﻮ: ﺍلإﻣﺎﻡ الشهيد ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺒﻨا، الحكمــــة: ﺗﺼﺮﻑ ﺑإﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﻭ ﻛﻦ أﻧﺖ ﻗﺎﺋﺪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ للعودة إلى قائمة اقتباسات انقر هنا