الجار الذي لا يرد السلام

 

 

ًيقول أحد العمالة كنت أعمل خادما لدى أحد الشخصيات المرموقة الذي كان من عادته أن يستقل سيارته الفارهة كل يوم
و كان واجباً علي أن أحييه بالسلام عليه و كان لا يرد التحية

و في يوم من الأيام رآني و أنا ألتقط كيسآ فيه بقايا طعام فقد كانت حالتنا صعبة فننظر إلي متجاهلاً و كأنه لم يرَ شيئا
و في اليوم التالي وجدت كيساً بنفس المكان و لكن كان الطعام فيه مرتبآً و طازجاً جاء من البائع لتوه
لم أهتم بالموضوع أخذته وفرحت به
و كنت كل يوم أجد نفس الكيس وهو مليء بالخضار و حاجيات البيت كاملة
فكنت آخذه حتى أصبح هذا الموضوع روتينيا
و كنا نقول أنا وزوجتي و أولادي
من هذا الرجل التقي النقي الخفي
الذي يتصدق علينا بكيسه كل يوم ؟
كنت أدعوا له و أوصي أولادي بالدعاء له و في يوم من الأيام شعرت بجلبة في الحي الذي يسكنه هذا الرجل فعلمت أن السيد قد توفي
و كثر الزائرون في ذلك اليوم
و لكن كان أتعس ما في ذلك اليوم أن الرجل الصالح قد نسي الكيس أو أن أحداً من الزوار قد سبقني إليه؟
و في الأيام التالية أيضا لم أجد الكيس، و هكذا مرت الأيام دون أن أراه مما زاد وضعنا المادي سوءاً
و هنا قررت أن أطالب السيدة بزيادة الراتب أو أن أبحث عن عمل آخر
و عندما كلمتها قالت لي باستغراب
!!” كيف كان المرتب يكفيك وقد صار لك عندنا أكثر من سنتين ولم تشتكِ
فماذا حدث الآن ؟
حاولت أن أبرر لها و لكن لم أجد سببا مقنعاً.. فأخبرتها عن قصة الكيس
سألتني و منذ متى لم تعد تجد الكيس؟
فقلت لها : بعد وفاة سيدي
و هنا انتبهت لشيء
لماذا انقطع الكيس بعد وفاة سيدي مباشرة؟
فهل كان سيدي هو صاحب الكيس ؟
و لكن تذكرت معاملته التي لم أرَ منها شيئا سَيّئًا سوى أنه لا يرد السلام
فاغرورقت عينا سيدتي بالدموع
و على الفور قررت بأن تصل ما وصله زوجها بعد انقطاعه بعد وفاته و عاد كيس الخير إلينا مرة أخرى إلى البيت بذاته و استلمه بيدي من ابن سيدي
و كنت أشكره فلا يرد علي
فشكرته بصوت مرتفع فرد علي و هو يقول
“لاتؤاخذني فأنا ضعيف السمع كوالدي”

 وقفة  
كم نسيء الظن بمن حولنا و بالآخرين ونحن ﻻ نشعر و لا نسأل و لا نستفسر؛
و لكي نعرف لماذا يتصرف معنا البعض بأمور لا نحبها علينا أن نتقصى عن ذلك فقد يكون لديهم عذرٌ لا نعرفه ؟؟

فسوء الظن و الغيبة و الهمز و اللمز من أوسع أبواب الشيطان التي يجب علينا أن نحذرها

أسعد الله جميع أوقاتكم

مقالة أعجبتني

 

 

للعودة إلى صفحة اقتباسات